رغم التقدم العلمي والتكنولوجي فإننا نجهل الكثير عن كوكبنا، خاصة تلك المناطق التي يصعب الوصول إليها بسبب مناخها القاسي. ولهذا السبب، تعتبر القارة القطبية الجنوبية من الأماكن الأكثر غموضا على وجه الأرض، إذ تحتوي على العديد من الأسرار الطبيعية.
وقد كشفت الكاتبة إينغا كوستريتسينا في تقرير نشره موقع "أف.بي.آر" الروسي عن أهم الحقائق المتعلقة بالقارة القطبية الجنوبية، التي تمكن العلماء للتو من استكشافها.
أراض قاحلة توجد في القارة القطبية الجنوبية أراض لا يغطيها الثلج، وتصل مساحتها إلى 1% من المساحة الإجمالية للقارة. والغريب أن هذه المناطق لم تشهد أمطارا ولا ثلوجا لملايين السنين.
شلالات دموية ومن الحقائق المثيرة للاهتمام وجود شلالات دموية، وهي مياه ذات نسبة ملوحة وحديد عالية، وبالتالي عندما تتفاعل مع الأكسجين تتحول إلى اللون الأحمر الدامي.
أفضل مكان لسقوط النيازك بحسب ما توصل إليه الخبراء، يعد القطب الجنوبي المكان المثالي لسقوط النيازك. فضلا عن ذلك، يعتبر من السهل اكتشاف النيازك الحجرية على السطح الأبيض للقارة الجنوبية، مقارنة مع مناطق أخرى من الكرة الأرضية. ومنذ العام 1976، تم جمع أكثر من عشرين ألفا من عينات نيازك متنوعة الأحجام على أراضي القطب الجنوبي
أدلة جديدة تؤكد: القارة القطبية الجنوبية كانت خضراء تعصف بها الحرائق بسبب البراكين
لم تكن القارة القطبية الجنوبية قبل عشرات ملايين السنين بيضاء تكسوها طبقات سميكة من الجليد كما نعرفها اليوم، بل خضراء تكسوها الغابات والأراضي العشبية التي وفرت موائل طبيعية لمجموعة واسعة من النظم البيئية.
كشف فريق من الباحثين عن أدلة جديدة تشير إلى أن القارة القطبية الجنوبية شهدت خلال العصر الطباشيري حرائق غابات متكررة، دمرت الغطاء النباتي وشكلت بيئاتها الأرضية أكثر مما كان يعتقد سابقا.
وأظهرت نتائج الدراسة أن هذه الظاهرة الطبيعية ترجع إلى النشاط البركاني الكبير الذي شهدته القارة خلال عصر الديناصورات قبل 75 مليون عام.
ونشرت الدراسة -التي أجراها باحثون من تشيلي والبرازيل- أخيرا في دورية "فرونتيرز إن إيرث ساينس" (Frontiers in Earth Science).
خضراء ثم كساها الجليد
تُعرف القارة القطبية الجنوبية اليوم بأنها قارة جليدية شاسعة تقع في نصف الكرة الجنوبي من كوكبنا، تظل درجات الحرارة فيها منخفضة على مدار العام، مع زيادة طفيفة في كل موسم صيفي يمتد من أكتوبر/تشرين الأول إلى مارس/آذار من كل عام.
وعلى الرغم من حجمها الكبير الذي يمثل حوالي 10% من مساحة جميع القارات اليوم، فإن موقعها الجغرافي شهد تغيرات كبيرة على مدى العصور الجيولوجية السابقة نتيجة النشاط التكتوني المستمر لصفائح الأرض، وفق تقرير نشر على موقع "فيز دوت أورغ" (Phys.org).
وأظهرت أدلة الحفريات السابقة أن القارة القطبية الجنوبية لم تكن قبل عشرات ملايين السنين بيضاء تكسوها طبقات سميكة من الجليد كما نعرفها اليوم، بل خضراء تكسوها الغابات والأراضي العشبية التي وفرت موائل طبيعية لمجموعة واسعة من النظم البيئية، بدءا من الديناصورات إلى الثدييات الأصغر في ذلك الوقت.
وعثر الباحثون على أدلة كثيرة لوقوع حرائق كبيرة في فترات مختلفة وفي أجزاء واسعة من القارة، لكن أسباب اندلاع هذه الحرائق ظلت محل جدل بين العلماء.
حرائق متكررة بسبب البراكين
في هذه الدراسة الجديدة، عثر باحثون من معهد أنتاركتيكا تشيلي (INACH) والبرنامج البرازيلي للقارة القطبية الجنوبية (Proantar)، على أدلة إضافية على هذه الظاهرة في الحفريات النباتية المتحجرة في جزيرة الملك جورج
إنها القارة الأقل زيارة في العالم. وفي أفضل الظروف، من الصعب للغاية الوصول إليها.
ومع ذلك، فإن جاذبية اكتشاف المجهول والرغبة في وضع قدم في كل قارة، شجعت المسافرين على محاولة شق طريقهم إلى القطب الجنوبي.
ويصعب تصنيف القارة القطبية الجنوبية بالنسبة للمفهرسين المهووسين بالعالم، إذ أنها ليست دولة، فهل يمكنك شطبها من قائمة الأمنيات؟ ومن يحكمها؟ وإذا كان لها عاصمة، فأين ستكون؟ وماذا ستكون لغة سكانها؟
علم وطني لمكان بلا شعب
وكانت هذه من بين الأسئلة التي طرحها إيفان تاونسند على نفسه عندما اشترك في أول فترتين من العمل في قاعدة محطة "ماك موردو"، التي تديرها الولايات المتحدة في أنتاركتيكا.
وكان تاونسند، وهو مدرس لدى مدرسة ابتدائية في بوسطن، يعلم أن لديه حدًا صارمًا لوزن الأمتعة عند ذهابه إلى القارة القطبية الجنوبية للعمل كموظف دعم، فالجميع مقيد بإحضار أمتعة تزن 85 رطلاً كحد أقصى، والتي يجب أن تشمل الملابس، وأدوات النظافة، والأدوية، والأجهزة الإلكترونية، وأي غرض آخر قد يحتاجونه أثناء إقامتهم.
ونظرًا لأن إحدى واجباته ستكون إدارة غرفة الفنون والحرف اليدوية في القاعدة، فقد أراد تاونسند إحضار بعض الزخارف معه، ولكنه كان يعلم أنه بحاجة إلى إحضار أمتعة خفيفة، لذا اختار عَلم "برايد" للمثليين، إذ أنه بالكاد يتمتع بأي وزن، ولكن أهميته كانت كبيرة بالنسبة له.
وفي أحد الأيام، أخذ تاونسند وعدد قليل من زملائه العلم إلى الخارج والتقطوا صورًا لأنفسهم لنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي. وانتهى الأمر بالصور إلى أن تصبح قصة دولية، حيث قالت العديد من المنافذ الإخبارية إن النزهة كانت أول مسيرة للمثليين "برايد" في القارة القطبية الجنوبية.
ويقول تاونسند: "حينها أدركت مدى قوة الأعلام".
ورغم من أنه لم يدرس التصميم، إلا أن تاونسند يصف نفسه بأنه "مهووس بالأعلام"، وبدأ بفكرة إنشاء علم يمثل القارة القطبية الجنوبية.
واختار اللون الأزرق الداكن ليرمز إلى مياه المحيط الجنوبي، واللون الأبيض ليرمز إلى المناظر الطبيعية، مع وجود شكل مثلث متساوي الساقين في الوسط، ليرمز إلى القمم الجليدية في القارة القطبية الجنوبية.
ويوضح تاونسند: "أردت أن يكون علمًا محايدًا بالتأكيد"، مشيرًا إلى أنه "يتمتع بتصميم مميز ولون مميز للتأكد من أنه لا ينتمي إلى أي مجموعة أو جنسية معينة".
ويضيف: "أردت أن يحتوي العلم على الكثير من الرمزية، وأن يكون بسيطًا في الوقت ذاته، بحيث يمكن للأشخاص تطبيق تصوراتهم الخاصة عن أنتاركتيكا".
ويحمل اسم مشروع العلم، "الجنوب الحقيقي"، أهميته الخاصة أيضًا.
ويوضح تاونسند أن "الجنوب الحقيقي يعني حرفياً الاتجاه نحو القطب الجنوبي الجغرافي، على عكس الجنوب المغناطيسي الذي سيؤدي إلى القطب الجنوبي المغناطيسي".
ويضيف: "من المفترض أن يمثل الأهداف والقيم المشتركة التي يمكن لمجتمع أنتاركتيكا من خلاله أن يوجه نفسه".
وليس لدى تاونسند أي خطط لوضع علامة تجارية أو حقوق نشر لتصميم العلم، لأنه يعتقد أنه يجب أن ينتمي إلى العالم بأسره.
ويشير إلى أن "أفضل الأعلام هي الأعلام التي تستمد معناها وقوتها من الأشخاص الذين يرفعونها".
احسن مدونه
ردحذفممتاز
ردحذف